شركات الأثاث الجاهز، أو ما يسمى بـ«الأثاث المجزأ» أصبحت توفر كل ما يحتاج إليه المرء من أثاث أو إكسسوارات، بدءا من أثاث غرف النوم والصالونات إلى غرف طعام والأهم انها لا تحتاج إلى حرفيين متخصصين لتركيبها في الكثير من الأحيان
تحقيق التناسق والعملية عند تجهيز أي بيت، معادلة صعبة تتطلب الكثير من الجهد والتفكير والوقت، عدا عن الضغوطات الناتجة عن التنقل بين المحلات التجارية، او بين الحرفيين وتماطلهم المستفز للأعصاب.
لحسن الحظ أنه أصبح بالإمكان الآن التغلب على كل هذه الإشكاليات والمشاكل، إذ لم يعد الناس مجبرين على ان يظلوا تحت رحمة الحرفيين والنجارين وعدم الالتزام بالوقت المحدد ولا بالمواصفات المطلوبة، بفضل شركات الأثاث الجاهز، أو ما يسمى بـ«الأثاث المجزأ». فهذه الشركات توفر كل ما يحتاج إليه المرء من أثاث أو إكسسوارات، بدءا من أثاث غرف النوم والصالونات إلى غرف طعام، والمكاتب والمطابخ، مرورا بالديكورات والأواني والشراشف، وغيرها من الإكسسوارات. كل هذا يتوفر تحت سقف واحد وبأسعار مناسبة وفي وقت قياسي. فالعملية كلها لا تستغرق سوى بضع ساعات يتم فيها الاختيار، ثم انتظار ثلاثة أيام، او أسبوع على أكثر تقدير، ليكون الأثاث جاهزا ومركبا في مكانه داخل البيت. وتلاقي هذه الشركات رواجا غير مسبوق لمنتجاتها المعروضة في متاجر منتشرة في مختلف المدن المغربية، من بين هذه الشركات «كيتيا» وهي أول شركة مغربية تتخصص في استيراد هذا النوع من الأثاث، الذي يصل الى البيوت المغربية من ماليزيا والدانمارك والصين. تقول سناء، وهي زبونة، كانت تشتري مكتبا، إن هذه الشركات قدمت خدمة كبيرة للأسر المغربية «فمن قبل كان مجرد التفكير في الاستعانة بنجار يثير الأعصاب، بسبب الخوف من عدم التفاهم حول المواصفات»، مستشهدة بأختها التي كانت لديها تجربة سيئة مع نجار طلبت منه ان يجهز لها صالونا بحجم وقياس محدد، وإذا بها تتفاجأ بصالون لا علاقة له بما طلبته، بعد مدة انتظار طالت اشهرا. أما محمد السلاوي، مدير مبيعات محلات «كيتيا» في الرباط، فقال، إن سبب الإقبال الكبير على الأثاث الجاهز، يعود الى تغير أسلوب حياة المغاربة وطريقة تفكيرهم. ففي الماضي كان المغربي يبحث عن أثاث يعمر في البيت سنين طويلة لا يغيره أبدا، أما اليوم فالأسرة، خصوصا الشابة، تميل الى تغيير الأثاث من حين لآخر، فضلا عن تجنب إرهاق الأعصاب والتوتر الذي يسببه معظم صانعي الأثاث الموجودين في الأحياء الشعبية، ويضيف: «بسبب ذلك، وجد الناس ان الأثاث الجاهز ملائم لاحتياجاتهم، فهو عملي وأسعاره مناسبة كما يلائم الشقق الصغيرة والكبيرة على حد سواء، ويلبي الطلاب وأصحاب الدخل المحدود، والطبقات الميسورة». ولأن البعض قد ينتقد هذه القطع من الأثاث على أساس أنها استهلاكية ولا تعمر طويلا، فإن السلاوي يقدم بضع نصائح في هذا الخصوص: * عدم المبالغة في نقل قطع الأثاث من مكان الى آخر، حتى لا تتعرض للكسر او التفكك. * استعمال منتجات التنظيف الملائمة، والاستفسار عنها من البائع. * الحذر من استعمال الماء في تنظيف بعض أنواع الخشب والحديد لأنهما يتعرضان للتآكل أو الصدأ بسبب ذلك.