وتاب اللص

في ذاك الزمان البعيد حيث الناس كانوا يتنفسون طهارة وشرفا
كان بين الناس رجل قاطع طريق اشتهر بين الناس ببطشه
وصار الناس يخافونه ويخيفون باسمه صغارهم
فمثلا يقول لطفله نام وإلا أحضرت لك ......
تخيل رجل وصل لهذا الحد سرقة وترويع للآمنين وظلم وبطش و و و
وقد وصل الأمر به أن تخصص في سرقة قوافل الحجاج
يااااااااااه
ما تلك القسوة والبطش
قوم يقصدون بيت الله فيروعهم ويسرق مالهم !!!!!!
وذات يوم اختبأخلف جدار لركب يسير ليرسقهم
ويشاء الله أن يجلس أمام الجدار رجلان من الذين أراد هذا المرعب أن يسرقهم
فقال أحدهما للآخر هلم بنا قبل أن يدركنا الفضيل !!!!!!
فوقعت الكلمات في نفس الفضيل بن عياض صاحب قصتنا اليوم
فقال في نفسه :
قوم يقصدون بيت الله فأسرقهم !!!!

وتاب الفضيل من حينها وصار يضرب به المثل عبادة وورعا وخشوعا
نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله
وقد جاء في رواية أخرى لقصة توبته أنه أحب فتاة وأراد في ليلة أن يتسلق
جدار بيتها لينزل عليها من سقف البيت وهو على الدرج سمع جار الفتاة يقرأ
قول الله تعالى :
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ)
فقال : (بل آن يا رب بل آن)
فصعد شقيا ونزل سعيدا
سبحان الله سبحان مقلب القلوب
فهل يا أخي ويا أختي وصلت ذنوبك لمثل ما كان يفعل الفضيل ؟
أعتقد لا صح ؟
طيب لماذا سلمت أذنك للشيطان فيأسك من رحمة ربك وأوهمك أنه لا سبيل للتوبة أمامك وأن عظيم ذنبك يمكن أن يمنع عظيم عفوه سبحانه ؟!!!
وتعالى ربنا عن هذا علوا كبيرا
وحتى يا أخي لو كانت ذنوبك أعظم مما فعل الفضيل
فأبشر فأنت تعامل رب الفضيل وهو ربك
وقد قال مولانا في كتابه (ورحمتي وسعت كل شيء)
فقم يا بعيدا عن ربك وابدأ مشوارك مع الله واجعل الشيطان تحت نعلك ووسواسه خلف ظهرك ورحمة الله أمامك وخوفك من عقابه نصب عينيك
هيا فربما كانت فرصتك وما تدري أتعاودك أم تكون الأخيرة.