كيف تتعامل الزوجة العربية مع الخلافات الزوجية -- التي لايخلو اي بيت منها ؟
وما الاخطاء الشائعة التي ترتكبها الكثير من الزوجات العربيات -- سواء اكانت في التفكير ام في السلوك ام في اللجوء الى الفاظ يكره الزوج سماعها -- وتثير سخطه وعناده -- فتضاعف من خسائرها وتزيد من حدة الخلافات , بدلا من احتوائها بذكاء ومرونة .
ينشب الخلاف بين الزوجين ويصرخ كل منهما لاثبات وجهة نظره -- ويتصاعد الموقف وتتوتر العلاقة -- وتتمنى الزوجة ان تحدد لنفسها هدف بوضوح الخلاف او المشاجرة الزوجية -- فهل تريد الخروج بمكسب او الاكتفاء بدرء الخسارة , ام اثبات انها على حق -- وان زوجها بالغ الغباء -- وهنا عليها الاستعداد لدفع الثمن غالي فيما بعد -- فلا بد من حفظ ماء وجه الزوج --و حتى لو كان مخطا وحتى لاتثير ضغينته - ولن ينسى لها الاساءة وسيردها لها مضاعفة ولو بعد حين .
وقد تريد الزوجة ان تفوز بعد الخلاف مع الزوج بفرض اسلوب تفكيرها عليه -- وهذا ما لن يتحقق وستهدر الزوجة الكثير من الوقت والجهد للحصول عليه بلا طائل -- بل ان بعض الزوجات الاتي تحقق للواحدة منهن السيطرة الفعلية على الزوج الذي تعب من كثرة الخلافات , فقدت الاحساس بالسعادة -- وتغلبت عليها العصبية -- لانه ليس من الطبيعي ان تعيش المراة بسعادة مع زوج فاقد للشخصية تابع لزوجته -- فهذا ليس من اسباب السعداة الزوجية -- كما يؤكد خبراء الصحة النفسية الذين يوصون الزوجة باحترام وجهة نظر زوجها وان لم توافق عليها -- فالاختلاف في حد ذاته ليس مشكلة -- وليس خطرا يهدد الزواج ولكل مشكلة حل -- مادام هناك زوجان يسعيان للتفاهم وسط ارضية من الود .
تعترف احدى الزوجات قائلة -- في بداية المشاجرة احرص على الهدوء -- ثم مع زيادة الاختلاف افقد السيطرة على اعصابي واشعر ان زوجي لايشعر بكل تضحياتي من اجل البيت والاولاد -- وكيف اتفاني في خدمتهم -- ويستبد بي الغضب -- وتتدافع الكلمات الحادة والجارحة على لساني -- وبالطبع يبادلني بما هو اقسى -- وتكبر الخلافات ويصعب التراجع -- ويتشبث كل منا بموقفه -- ونتخاصم لفترة تطول اكثر مما ينبغي (واظطر) كثيرا للتنازل والبدء بالكلام معه -- والسعي للتصالح هربا من وطاة المشاعر( النكدية ) في المنزل -- اذ يبدو ان الرجال يستطيعون _ اكثر منا_ تحمل الخصام -- ربما لانهم يمكنهم قضاء اوقات اطول خارج المنزل يروحون فيها عن انفسهم .
وقد وقعت هذه الزوجة اسيرة للخطا الشائع بين بعض نساء عصرنا -- ولم يكن موجودا من قبل -- وهو الشعور بان تفاني المراة في اسعدا اسرتها هو من قبيل التضحيات -- والحقيقة انه مصدر لسعادتها وسبيل لتحقيق نجاحها في ادارة اسرتها والبرهان على تفوقها كزوجة وربة اسرة .
كما من الذكاء ان تركز الزوجة على موضوع الخلاف فقط -- ولاتستدعي الى ذاكرتها كل الافكار السلبية المختزنة بداخلها عن زوجها في وقت الخلاف -- حتى لاتبدو وكانها متشوقة لعقابه عن كل مافعله منذ زواجهما -- فلا يوجد رجل سيقبل هذا --
وعلى الزوجة ان تدرك نجاحها في الاحتفاظ بهدوئها افضل كثيرا من استسلامها للغضب وان الهدوء دليل القوة -- وكا قال الامام (علي ) كرم الله وجهه -- اقوى الناس اعظمهم سلطانا على نفسه .
ونتمنى ان تتذكر كل زوجة ضرورة اختيار الالفاظ المهذبة في ردها على زوجها-- وان تبتعد عن العدوانية والتهكم والسخرية -- وان تتجاهل اي شيء سخيف يقوله الزوج -- بعيدا عن موضوع الخلاف كي لايتفاقم على ان تعود اليه فيما بعد وباسلوب لطيف --
وان تحاول معالجة الخلاف بعيدا عن اي تلميحات في صوته او كلماته -- ودون استغراق في التفاصيل الصغيرة التي توتر الموقف بلا طائل -- وان (تقاتل ) للبقاء داخل دائرة الموضوع وان تبتعد عن الجدال والتشبث بالعناد -- وان تتراجع بلطف اذا ما ادركت انها تصعد من الخلاف وتحوله الى صراع .
وننبه هنا الى ان بعض الازواج يصرون على ضرورة اعتذار الزوجة -- فلا يكون منها الا ان ترفض -- مبررة ذلك خوفها من ان يدفع الاعتذار الزوج الى التسلط عليها -- وللهروب من هذ المازق -- تستدعي فورا اخطاءه السابقة موكدة فداحتها بالقياس الى خطئها -- مما يشعل الموقف ويزيده تعقيدا -- والاذكى هنا ان تعتذر بلطف ودون استرسال ولامبالغة -- مؤكدة على انها لم تقصد ذلك -- ثم تقوم بتغيير الموضوع ومغادرة الحجرة والتصرف بشكل طبيعي وعدم اثارة الامر مرة اخرى .
اما اذا وضح من الخلاف ان الزوج هو المخطيء -- فارجو ان تكون الزوجة ذكية فلاتشعره بانه قد خسر المعركة ولاتطلب منه اعتذارا واضحا -- فمعظم الرجال لايحبون الاعتذار بالقول -- ويكتفون بانهاء الموقف -
واكاد اسمع اصوات احتجاج نسائية تهتف -- ولكن هذا ليس من العدل -- وارد قائلة -- بل هو من الذكاء فمن الاذكى ان تفهم المراة نفسية زوجها وتتصرف بناء على ذلك بدلا من اصرارها على الاعتذار وكانه انتصار لها ثم (تدفع ) ثمنه فيما بعد ---
جفاء وعداء
تزداد حدة الخلافات الزوجية نتيجة لوجود بعض الاخطاء في التفكير لدى بعض الزوجات , ممايؤدي الى تفاقم هذه الخلافات وانهيار محاولات الاحتواء , وتضخم احساس كل طرف بان الاخر لايحتفظ له بمشاعر من الود وبانه يتمنى ايذاءه نفسيا ولايحترم خصوصياته ويبغى التسلط عليه ,فيصل الامر الى الطلاق العاطفي -- وان استمر الزواج فهي حياة جافة ممتلئة بالتربص من الطرفين ---
تقول زوجة -- بعد كل شجار اشعر بالاسى على حالي , واقول انفسي -- لم يكن هذا ما اتوقعه لنفسي من الزواج -- وتسيطر عليها حالة من عدم الرضا وفقدان الامل -- واقول -- لو يتغير زوجي ساكون اسعد حالا ---
وهذا خطأ , والصواب هو ان تتسم الزوجة بالواقعية , وتفرح برصيدها من الزواج , وان تحاول تغيير زوجها ليس عن طريق المشاجرات وفرض الراي , ولكن بتشجيعه على ان يكون اكثر لطفا منها بان تقنعه انه سيربح الكثير اذا ماكان افضل معها , ولايكون ذلك بالكلمات -- ولكن بالافعال , وان تتودد اليه بالقول والفعل وان تكون اكثر تجاوبا في العلاقة الحميمة واكثر اهتماما به وباهله.
وهناك اعتقاد شائع بان الخلافات الزوجية دليل عدم الانسجام , وعلى الكراهية في بعض الاحيان -- وهذا غير صحيح , فهي قد تكون مؤشرا على بعض الاختلافات في الطباع , او على سوء الفهم او على تصرف خاطيء من احد الزوجين وهذا امر وارد في كل زيجة , ومن السهل احتوائها عند التحلي باللين والرفق , وعدم تحويل الخلاف الى صراع --
ايضا على الزوجة ان تترك زوجها يعبر عن غضبه -- بل تنتظره حتى يهدأ ولاتبرر تصرفاتها اثناء صراخه , بل تحاول السيطرة على انفعلاتها -- وان تردد بداخلها , هذا موقف عابر وهو لايريد ايذائي وانما لديه غضب متراكم ومن صالحي ان اعرف ما يدور داخله , ليس لمعاقبته عليه ولكن للوصول الى طريقة جيدة لتدارك مايغضبه مسبقا , لاعيش حياة سعيدة انا استحقها , وحتى لايكون بيتي ساحة للمعارك .
ونتوقف عند زوجة تهتف بالم واضح -- عندما نختلف انا وزوجي _ وهذا يحدث كثيرا _ اسارع الى ارضاءه واحتواء الموقف عندما اكون مخطئة -- وهو لايفعل المثل معي -- كما انني لااضخم المشاكل مثله , ويبدو اني احبه اكثر ممايجب وانه لايحبني البتة --
وهنا يجب على الزوجة ان تتفهم طبيعة زوجها , ولاتتوقع ان يعاملها بالمثل لانه مختلف عنها -- وكل انسان يتصرف وفقا لمعاييره الخاصة -- وعلى الزوجة ان تتذكر ان احتوائها للخلافات يعود بالفائدة عليها بالمقام الاول وان تتجاهل استعداد زوجها لتضخيم المشاكل , ولاتجاريه عندئذ -- ولاتعتبر ذلك عدوانا عليها , بل تتصرف بهدوء وحسم رافضة الخلاف -- وان تتذكر ان المشاجرة تحتاج الى شخصين فلا تمنح زوجها هذه المشاركة مهما بلغت درجة استفزازه لها وتدريجيا ستتمكن من تقليص حدة زوجها اثناء الخلافات الى درجة يسهل التعامل معها ---
ونرجو من كل الزوجات الا تسارع الواحدة منهن بسرد خلافاتها مع زوجها للصديقات -- ليس حفاظا على اسرار بيت الزوجية فقط -- ولكن لان الكثير من الصديقات ومن باب ادعاء حب الزوجة -- يحرضنها ضد الزوج ويطالبنها بعدم التساهل -- بل العناد والتشدد في مواجهته اثناء الخلاف -- اثباتا لقوة الشخصية وحتى لا(يلتهم ) حقوقها كما يزعمن , مع ان الواقع يؤكد ان الزوجة التي تتسم بالنعومة واللطف مع زوجها (تفوز) باكبر قدر ممكن من الزواج -- وتحظى بحياة افضل كثيرا من الزوجة التي تتعامل مع زوجها بمنطق الصراع وضرورة الانتصار عليه اثناء الخلاف .